مـــحمد ســــعيد ناود ..ثــوري من الطــراز الاول .. مناضـــل من نــوع فريـــد..
مـــــفخرة للبجــــــــا
د. ابومحـــــمد ابوامنـــــــة
تثير كتابات السيد محمد سعيد ناورـ المقيم حاليا باسمرة ـ كثيرا من التأمل والاعجاب. فهو عندما يتحدث عن ذكرياته منذ طفولته وشبابه
حتي المرحلة الحالية من عمره بصراحته المتناهية وواقعيته يشد انتباهك ويثير التشويق والاعجاب..
فهو لايخفي معاناته كطفل من ابناء البجا في الحصول علي ما لذ وطاب من المأكولات الدسمة, كما يبرز فرحته بحلول الاعياد ليتمكن من تناول اللحوم واستلام العيدية من الاقرباء والجيران التي لم تكن تتعدي بضعة قروش الا انه في ذلك الوقت كان يستطيع ان يشتري منها الحلاوة والبلح والمدمس. انها فرحة الطفولة.
لا ينسي محمد سعيد تلك المظاهرات التي يشترك فيها وهو تلميذ في مدرسة بورتسودان الابتدائية ليندد بالاستعمار ويطالب بالجلاء والاستقلال.
الاستاذ محمد سعيد يذكر بانه دخل المعترك السياسي وهو تلميذ في مدرسة بورتسودان الابتدائية, ولا شك ان الحالة الكئيبة التي يعاني منها اهله البجا دفعته للتفكير في طرق الخلاص. فالساحة السياسية في ذلك الوقت كانت تعج بالنشاط الشيوعي وكانت ترفع شعارات ثورية لتخليص الكادحين من المعاناة, , واشعال نيران ثورة حمراء للاطاحة بالظالمين وبناء مجتمع سعيد, ولذلك لم يتردد في الانضمام الي الحزب الشيوعي الذي كان في ذلك الوقت يسمي الحركة السودانية للتحرر الوطني وصار عضوا نشطا فيه. بل في ذلك الوقت انخرط عدد من أبناء البجة في تلك الحركة. والتي كان لهم دور رائد في التحضير لعقد مؤتمر البجا عام 1958 و نشاط فعال في سياسات المؤتمر.
عندما صار المثقفون البجا يتفاكرون في تأسيس تنظيم سياسي لهم كان محمد سعيد من اول المؤيدين للفكرة.
يقول محمد سعيد: لقد كتب لي أن أكون احد مؤسسي مؤتمر البجة وعضو سكرتاريته ومن المشاركين فيه بفعالية بحكم انتمائي لقومية البجة.
ويحدد القبائل التي تنتمي لتلك القومية بالاسم من امرار وهدندوة وبني عامر وبشاريين وحباب وحلنقة وارتيقة وكميلاب واشراف ومهيتكناب. لم يقل لنا ان هذه او تلك لا تنتمي الي الكيان البجاوي, كما تفعل بعض الاقلام حديثا.
ويذكر استاذنا : "ان جيلنا الذي ساهم في تأسيس وإقامة مؤتمر البجة كان يشعر بان للبجة قضية تتمثل في الحرمان من التعليم بالإضافة للحرمان من الصحة ومن العمل . وفرص العمل التي كانت مقامة آنذاك بمدينة بور تسودان لأبناء البجة لم تكن تتجاوز مجال الشحن والتفريغ في الميناء وكذلك البحرية ،كما إن الأمراض الفتاكة كانت تحصد الأرواح بأعداد هائلة دون أن تجد المقاومة المطلوبة من الهيئات الصحية.."
عندما انعقد مؤتمر البجا لاول في اكتوبر 1958 ببورتسودان تحت قيادة سكرتيره الدكتور طه عثمان بلية كان استاذنا محمد سعيد من الكوادر الفعالة لتنظيم المؤتمر كما شارك بالقاء كلمة امام تلك الحشود الرهيبة التي اتت من كل فج عميق والذي حضره رئيس الوزراء عبدالله خليل ووزير الداخلية علي عبدالرحمن حينذاك. لقد كان ـ نسبة لنشاطه الوافر ـ قد اختير في سكرتارية مؤتمر البجة ، ويذكر:
من أعضاء السكرتارية الذين كانوا معه أبو موسى علي ومحمد بدري أبو هدية وآخرون لم تسعفني الذاكرة بأسمائهم.
ولا ينسي الاستاذ شخصيات كان لها دور في انجاح المؤتمر بحكم وزنها الاجتماعي وتأثيرها اللامحدود على جماهير البجة بالبحر الأحمر أمثال الشيخ بامكار محمد عبد الله والخليفة علي نور إدريس..
في كتابه "ملامح وذكريات من مجتمع البحر الاحمر" يذكر الاستاذ علي ابومحمد منيناي ـ اطال الله عمره ـ ان من بين الشخصيات البارزة التي مهدت لانجاح المؤتمرايضا الاستاذ محمد كرار كجر, محمد صالح ضرار, علي محمد سعيد بازرعة, وابوموسي علي, ابو علي شيخ صبري, حسين ابراهيم حسن, محمود سيدي, ادريس محمد نور, محمد ادم موسي, محمد هدلول.
لقد كان حقا كيانا لجميع الكيانات البجاوية.
الثوري محمد سعيد كما حمل هموم شرق السودان فهو يحمل في نفس الوقت هموم الاهل في ارتريا. ومآلت له الاوضاع السياسية هناك تؤرقه. ارتريا صارت بمثابة مستعمرة لامبراطور اثيوبيا, وكان لابد من عمل تنظيم لاشعال نار الثورة هناك. ففكر مع رفاق له
مثل عثمان محمد عثمان ، طاهر إبراهيم فداب ، إدريس محمد حسن ، حسن حاج إدريس ، عبد القادر إسماعيل ، عمر قونحتا ، وتولدي قرزقيهر ، محمد حسن عثمان ، يسين عقدا ، وآخرين في تأسيس حركة تحرير إرتريا. وبمجهوداته الخارقة واتصالاته المكثفة
تأسست الحركة في 02/11/1958م بمدينة بورتسودان ، وأختير هو لرئاستها.
لم يرض الاستاذ بالاذلال الذي لحق بالبجا بشرق السودان ولا بذلك الذي لحق للشعب الارتري. فكان المبادر باشعال الثورة في ارتريا بنفس الدرجة التي كان فيها في شرق السودان. يذكرنا هذا بالبطل الاسطوري شي جيفاراالذي ماان نجحت الثورة في كوبا حتي فر حاملا بندقيته وذهب الي امريكا الجنوبية ليقاتل وليحررها هي ايضا من نيران الظلم والاستغلال. كلاهما تشرب بالنظرية الثورية وكلاهما ناضل في اكثر من موقع.
لقد ظل الاستاذ ثوريا من الطراز الاول, ومناضلا من نوع فريد ,وفيا لمبادئه, وصار رمزا تفخر به كل الكيانت الثورية وعلي رأسها الكيانات البجاوية. أمد الله في عمره وأكثر من عطائه.
فهو لايخفي معاناته كطفل من ابناء البجا في الحصول علي ما لذ وطاب من المأكولات الدسمة, كما يبرز فرحته بحلول الاعياد ليتمكن من تناول اللحوم واستلام العيدية من الاقرباء والجيران التي لم تكن تتعدي بضعة قروش الا انه في ذلك الوقت كان يستطيع ان يشتري منها الحلاوة والبلح والمدمس. انها فرحة الطفولة.
لا ينسي محمد سعيد تلك المظاهرات التي يشترك فيها وهو تلميذ في مدرسة بورتسودان الابتدائية ليندد بالاستعمار ويطالب بالجلاء والاستقلال.
الاستاذ محمد سعيد يذكر بانه دخل المعترك السياسي وهو تلميذ في مدرسة بورتسودان الابتدائية, ولا شك ان الحالة الكئيبة التي يعاني منها اهله البجا دفعته للتفكير في طرق الخلاص. فالساحة السياسية في ذلك الوقت كانت تعج بالنشاط الشيوعي وكانت ترفع شعارات ثورية لتخليص الكادحين من المعاناة, , واشعال نيران ثورة حمراء للاطاحة بالظالمين وبناء مجتمع سعيد, ولذلك لم يتردد في الانضمام الي الحزب الشيوعي الذي كان في ذلك الوقت يسمي الحركة السودانية للتحرر الوطني وصار عضوا نشطا فيه. بل في ذلك الوقت انخرط عدد من أبناء البجة في تلك الحركة. والتي كان لهم دور رائد في التحضير لعقد مؤتمر البجا عام 1958 و نشاط فعال في سياسات المؤتمر.
عندما صار المثقفون البجا يتفاكرون في تأسيس تنظيم سياسي لهم كان محمد سعيد من اول المؤيدين للفكرة.
يقول محمد سعيد: لقد كتب لي أن أكون احد مؤسسي مؤتمر البجة وعضو سكرتاريته ومن المشاركين فيه بفعالية بحكم انتمائي لقومية البجة.
ويحدد القبائل التي تنتمي لتلك القومية بالاسم من امرار وهدندوة وبني عامر وبشاريين وحباب وحلنقة وارتيقة وكميلاب واشراف ومهيتكناب. لم يقل لنا ان هذه او تلك لا تنتمي الي الكيان البجاوي, كما تفعل بعض الاقلام حديثا.
ويذكر استاذنا : "ان جيلنا الذي ساهم في تأسيس وإقامة مؤتمر البجة كان يشعر بان للبجة قضية تتمثل في الحرمان من التعليم بالإضافة للحرمان من الصحة ومن العمل . وفرص العمل التي كانت مقامة آنذاك بمدينة بور تسودان لأبناء البجة لم تكن تتجاوز مجال الشحن والتفريغ في الميناء وكذلك البحرية ،كما إن الأمراض الفتاكة كانت تحصد الأرواح بأعداد هائلة دون أن تجد المقاومة المطلوبة من الهيئات الصحية.."
عندما انعقد مؤتمر البجا لاول في اكتوبر 1958 ببورتسودان تحت قيادة سكرتيره الدكتور طه عثمان بلية كان استاذنا محمد سعيد من الكوادر الفعالة لتنظيم المؤتمر كما شارك بالقاء كلمة امام تلك الحشود الرهيبة التي اتت من كل فج عميق والذي حضره رئيس الوزراء عبدالله خليل ووزير الداخلية علي عبدالرحمن حينذاك. لقد كان ـ نسبة لنشاطه الوافر ـ قد اختير في سكرتارية مؤتمر البجة ، ويذكر:
من أعضاء السكرتارية الذين كانوا معه أبو موسى علي ومحمد بدري أبو هدية وآخرون لم تسعفني الذاكرة بأسمائهم.
ولا ينسي الاستاذ شخصيات كان لها دور في انجاح المؤتمر بحكم وزنها الاجتماعي وتأثيرها اللامحدود على جماهير البجة بالبحر الأحمر أمثال الشيخ بامكار محمد عبد الله والخليفة علي نور إدريس..
في كتابه "ملامح وذكريات من مجتمع البحر الاحمر" يذكر الاستاذ علي ابومحمد منيناي ـ اطال الله عمره ـ ان من بين الشخصيات البارزة التي مهدت لانجاح المؤتمرايضا الاستاذ محمد كرار كجر, محمد صالح ضرار, علي محمد سعيد بازرعة, وابوموسي علي, ابو علي شيخ صبري, حسين ابراهيم حسن, محمود سيدي, ادريس محمد نور, محمد ادم موسي, محمد هدلول.
لقد كان حقا كيانا لجميع الكيانات البجاوية.
الثوري محمد سعيد كما حمل هموم شرق السودان فهو يحمل في نفس الوقت هموم الاهل في ارتريا. ومآلت له الاوضاع السياسية هناك تؤرقه. ارتريا صارت بمثابة مستعمرة لامبراطور اثيوبيا, وكان لابد من عمل تنظيم لاشعال نار الثورة هناك. ففكر مع رفاق له
مثل عثمان محمد عثمان ، طاهر إبراهيم فداب ، إدريس محمد حسن ، حسن حاج إدريس ، عبد القادر إسماعيل ، عمر قونحتا ، وتولدي قرزقيهر ، محمد حسن عثمان ، يسين عقدا ، وآخرين في تأسيس حركة تحرير إرتريا. وبمجهوداته الخارقة واتصالاته المكثفة
تأسست الحركة في 02/11/1958م بمدينة بورتسودان ، وأختير هو لرئاستها.
لم يرض الاستاذ بالاذلال الذي لحق بالبجا بشرق السودان ولا بذلك الذي لحق للشعب الارتري. فكان المبادر باشعال الثورة في ارتريا بنفس الدرجة التي كان فيها في شرق السودان. يذكرنا هذا بالبطل الاسطوري شي جيفاراالذي ماان نجحت الثورة في كوبا حتي فر حاملا بندقيته وذهب الي امريكا الجنوبية ليقاتل وليحررها هي ايضا من نيران الظلم والاستغلال. كلاهما تشرب بالنظرية الثورية وكلاهما ناضل في اكثر من موقع.
لقد ظل الاستاذ ثوريا من الطراز الاول, ومناضلا من نوع فريد ,وفيا لمبادئه, وصار رمزا تفخر به كل الكيانت الثورية وعلي رأسها الكيانات البجاوية. أمد الله في عمره وأكثر من عطائه.
No comments:
Post a Comment