ممــارســات الانقــــاذ الحــــمقاء ســـتدفع ابنـــاء البجــــا لممارســـــات حـــــــمقاء
د. ابوامنـــــــة
تقدمت كلات عمال اليومية بميناء بورتسودان بطلب للسلطات الامنية لمنحها ترخيص تسيير موكب سلمي وتقديم مذكرة تطالب فيها بانصافهم وحل مشاكلهم المزمنة. لكن السلطات رفضت!!
هذا الموقف الغير مبرر والمعادي لابسط حقوق الانسان, والمناقض للدستور والمستهتر باتفاقية السلام يعيد للذاكرة احداث يناير 2005 حين طالبت جماهير البجا السماح لها بتسيير موكب تقدم فيه مذكرة تطالب فيها بحق العمل وبالخبز والانماء وبالمشاركة في الحكم, فمنعت نفس السلطة تسيير الموكب. وحين اصرت الجماهير وخرجت وبيدها مذكرة تحوي مطالبهم اطلقت السلطة الرصاص علي صدورهم وقتلت ما يفوق العشرين من الشهداء.
عندما وقعت جبهة الشرق علي اتفاق اسمرة في اكتوبر الماضي كانت تامل ان تعود الديموقراطية ويشارك ابناء الشرق في السلطة ويصبح حق تسيير المواكب السلمية شئ مفروغ منه. لكن ممارسات الانقاذ الاجرامية لا زالت تتواصل, فهاهي تمنع تسيير موكب عمال اليوميات وتهدد وتتوعد. يجب ان تدرك الانقاذ ان العد التنازلي لبقائها قد بدء وان تلك الايام التي كانت تضرب وتقتل وتبيد وتعتقل وتعذب فيها قد ولت.
نتيجة لنضال شعبنا تحققت بضع من الانجازات ووقع دستور يحمي الحريات ووقعت في اسمرا اتفاقية توفر حق المشاركة في السلطة وحق تكوين النقابات والحقوق المدنية وفوق ذلك رفعت حالة الطوارئ التي كان انسان الشرق يعاني منها الي وقت قريب.
ظروف الارهاب تلك قد ولت, فهاهي القوات الدولية علي وشك الدخول, وهاهي محكمة لاهاي علي وشك الانعقاد, وهاهو البشير يستنجد بدول الجوار طالبا الانقاذ من العقوبات الواقعة والمتوقعة, وهاهو يمد يده للكيانات السياسية الاخري لعلها تساعده ليتخطي الورطات التي خلقها بنفسه.
فلتفهم السلطات الامنية في اقصي الشرق ان الظروف قد تغيرت وان نقابات العمال يحق لها تسيير المواكب.
هذه حقوق اكتسبناها بعض نضال مرير ولن نتنازل عنها.
الغريب في الامر ان السلطة تمارس ارهابها وابطالنا في الاراضي المحررة لم يسلموا بعد أنفسهم.
الا يخشون ان يعيد البجا النظر في كل ما تم وخاصة بعد النكسات التي تتوالي الواحدة بعد الاخري بعد توقيع اتفاق اسمرة؟
بالامس رفضوا مطالب عمال ارياب من السكان الاصليين حين طالبوا بمساواتهم بالعمال النازحين في الاجور والحقوق الاخري واهانوا الزعامات القبلية. أتعتقدون ان البجا ادني من غيرهم؟ كل تصرفات السلطة تدل علي ذلك.
ان الروح العدائية الانقاذية نحو البجا لا زالت تشتعل رغم نيفاشا, ورغم الدستور, ورغم البرلمان, ورغم اتفاق سلام اسمرة بما فيه من وعود بتوفير الديموقراطية والمشاركة في السلطة.
No comments:
Post a Comment