يعقد مجلس الوزراء السوداني اجتماعا استثنائيا اليوم في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في خطوة غير مسبوقة. ويناقش الاجتماع الذي سيعقد برئاسة الرئيس السوداني عمر البشير تطورات الأوضاع في الإقليم إلى جانب بحث المشروعات التنموية وعملية إعادة الإعمار في دارفور. وكان البشير قد بدأ أمس زيارة لدارفور تستمر ثلاثة أيام يزور خلالها ولايات الإقليم الثلاث، وذلك في خطوة وصفت بأنها إشارة إلى اهتمام الخرطوم بإقليم دارفور وبسط الأمن والسلام فيه. وقد دعا البشير خلال زيارته لولاية جنوب دارفور أمس المواطنين لنبذ القبلية والعنصرية، ووجه من هناك نداء إلى السلام معتبرا أن تحقيقه يمهد للتنمية الإقليمية بهذا الإقليم المضطرب. كما تعهد بأن تنفذ حكومته التزاماتها السابقة من أجل تحقيق سلام في الإقليم. داعيا المتمردين الذين ما زالوا يحملون السلاح للانضمام لاتفاق السلام ، وخلال جولته سيدشن الرئيس السوداني عددا من المشاريع بينها طرق ومضخات مياه ومستشفيات. قوة مشتركة تأتي زيارة الرئيس السوداني في وقت تتواصل فيه الجهود الدولية لتشكيل قوة لحفظ السلام بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، لتحل محل القوة الأفريقية المؤلفة من سبعة آلاف رجل والتي تفتقر للتمويل والتجهيز والمنتشرة بدارفور. وستضم القوة المشتركة عشرين ألف رجل، وتقوم الأمم المتحدة بتمويلها. وفي هذا الإطار أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في مؤتمر صحفي بباريس استعدادهما للذهاب إلى دارفور للتأكد من أن عملية السلام ماضية قدما، مؤكدين أن هذه الزيارة ستتم فور إقرار مجلس الأمن الدولي نشر القوة الأفروأممية المشتركة بدارفور. وقال الرئيس الفرنسي إن لندن وباريس ستطلبان من وزيري خارجيتيهما نقل رسالة داخل مجلس الأمن مفادها أن الوضع لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه في الوقت الذي يعاني فيه الناس ويموتون. وأشار ساركوزي وبراون إلى أنهما سيدعوان إلى وقف إطلاق نار فوري بدارفور وتقديم كل المساعدات الاقتصادية الممكنة للإقليم، مشددين على استعدادهما في حال عدم تحقق هذا الهدف للعمل بصورة منفردة لتشديد العقوبات على الحكومة السودانية. وقبل ذلك أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش أنه اتخذ قرارا بعدم إرسال قوات بشكل منفرد إلى الإقليم المضطرب، موضحا أن الأمر يتطلب تعاونا دوليا يتم حاليا من خلال الأمم المتحدة. وتضغط واشنطن على المنظمة الدولية للقيام بتحرك أقوى تجاه الأوضاع بدارفور، كما شددت إدارة بوش في مايو/أيار الماضي العقوبات التي تفرضها على السودان بهدف تصعيد الضغوط على حكومة البشير. |
No comments:
Post a Comment