..................................................................................
ود العرب و الخصال الحسان في السودانيين
د. عبد الله علي إبراهيم
IbrahimA@missouri.edu
قلت في كتابي "الماركسية ومسألة اللغة في السودان" (1977) إن "ود العرب" ، الذي هو موئل الخصال الحسان في السودانيين الشماليين النيليين، يفرز خيلاءه العرقي ببداهة وتلقائية. فهو غارق في تعصبه بغير وازع لمجرد أنه لم يحتط لوجود كائن آخر مستحق. فهو يلغ في تفوقه لساناً وثقافة وكأن الإقرار بذلك أمر مفروغ منه لا يأتيه باطل من خلفه ولا من أمامه.
يجلس ود العرب على "مقعده الصائب والصحيح" من السجايا الحرائر من دون خلق الله أجمعين. وصفة هذا المقعد في الصحة والصواب مما ورد في عبارة راجت عن الزعيم كيم إيل سونق يميز منزلته الماركسية بين المنزلتين المتصارعتين في الشيوعية في الستينات: السوفيت والصين. فود العرب هو المنزلة الأسمى بين سائر البشر وبين السودانيين الآخرين خاصة. ويرسم ود العرب حدود صحة مقعده من الآدمية وصوابه الحضاري بالنظر إلى سودانيين آخرين قصرت همتهم دون بلوغ شأوه. وهم الحلب أو الزرقة من السودانية أو العبيد أو الفلاتة. وحفل أدب حركة الخريجين الثقافي والسياسي بإشارات قوية إلى هؤلاء "البرابرة" خارج مدائن قيم ود العرب وأمثولته الغراء. وربما يشفع لود العرب هذا شئياً ما أنه كالفحل لا يفرق بين أمم الناس في سرداب عنجهيته. فكلها عنده وضيعة. فلما صرعه الإنجليز بشدتهم لم يحثه ذلك على تأمل لماذا "تقدمت الإنجليز السكسونية" (عنوان كتاب مشهور) واكتفى بالقول إن الإنجليز هم جعليو الشتات: عباسيو ما وراء البحار. ولا تكلف المباحث ود العرب إلا وسعه. وهو شحيح..
ود العرب و الخصال الحسان في السودانيين
د. عبد الله علي إبراهيم
IbrahimA@missouri.edu
قلت في كتابي "الماركسية ومسألة اللغة في السودان" (1977) إن "ود العرب" ، الذي هو موئل الخصال الحسان في السودانيين الشماليين النيليين، يفرز خيلاءه العرقي ببداهة وتلقائية. فهو غارق في تعصبه بغير وازع لمجرد أنه لم يحتط لوجود كائن آخر مستحق. فهو يلغ في تفوقه لساناً وثقافة وكأن الإقرار بذلك أمر مفروغ منه لا يأتيه باطل من خلفه ولا من أمامه.
No comments:
Post a Comment