Friday, July 13, 2007

قبـلنا السـلام لا لنشـارك الانقـاذ جـرائمها وانـما لازالـتها

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
الفيضـــان و ضـــــحايا الاهـــــمال
ودور جـــبهة الشـــــرق



د. ابومحـــمد ابوامــــنة

ليس غريبا ان يفيض القاش, فهده سنته التي عرف بها ومن اجلها نشأ، لكن من المخجل ان يكتسح البرياء وهم نيام وقد تخيلوا ان هناك من يسهر من اجلهم, ولكن السلطة كانت تغظ في نوم عميق وهم في مأمن بعد تشييد الجسور التي تقيهم من الخطورة. حين صحوا كان الفيضان قد فعل فعلته. ان القاش لا ينبع من الاراضي السودانية كما هو معروف للجميع بل يقطع الاف الكيلومترات حتي يصل لقري ومدن القاش. يعني هذا انه من الممكن بل من الواجب ان يتابع هذا النهر من منابعه في الهضبة الارترية وعلي اقل تقدير من دخوله للاراضي السودانية بشكل متواصل خلال فترةالخريف وحتي يزول الخطر. ان رصد فيضان النهر صار من البديهيات لكن السلطة لا تعطي انسان الشرق اي اعتبار, فكان مصيره الاهمال علي مر الدهور, والازدراء, والاستغلال, والتهميش, والجهل والمرض.


نتيجة للاهمال الشنيع الذي تعاني منه مناطق الشرق احدث الفيضانات أضراراً بالغة بمدينة كسلا وذلك بمدن وقرى القاش الاخري. كما اغرق خور بركة مدينة طوكر وسيول اخري اكنسحت الاحياء الشعبية ببورتسودان وسببت معاناة بالغة للسكان.

يروي السيد عبد العزيز محمد سابع وهو من مواطني حي غرب كسلا تفاصيل
ما الم بهم يوم الفيضان باسلوب يدمي القلوب, لمن لهم قلوب:ـ


الفيضان هو الأغرب من نوعه ليس في حجم الخسائر المادية فحسب ولكن بما صاحبه من احداث مفجئة يندي لها الجبين ... و نلاحظ في كل مرة يفيض هذا النهر يطل مسئول في حكومة ولاية كسلا ليعلن ان منسوب ذلك العام هو الاعلي في تاريخ نهر القاش ليبرر بذلك فشل حكومته في حماية هذه المدينة وفشلها في عدم التفكير ملياً في الخروج من شبه ديمومة الفيضانات. أن السلطات ظلت تتعامل مع هذه المسألة كل عام،( برزق اليوم باليوم ) وذلك بالاصلاحات الطفيفة لمجري النهر بداية كل عام،الشئ الذي ادي لتكرار الفيضانات بحالة أشبه بمتتالية هندسية ،وبالطبع لا يضير المسئولين ذلك لطالما ان الاضرار لا تطالهم وليس هناك محاسبة بالنسبة لهم.. رجالات الحكومة كانوا وقوفاً متفرجين علي الضفة الاخري للنهر كالسواح الاروبيون، مما زاد غضب المواطنين سيما أن أهل حي غرب القاش يرون ان حكومة الولاية صبت اهتمامها علي سد الثغرة التي تعرض لها الجانب الشرقي لنهر القاش.. كما ان الوالي هو الاخر ظل يطمئن الناس عبر التلفزيون ولم يشر بان هناك ضحايا ،وكأن الجرحي والقتلي من قطيع نعاج .الحدث لم يجد سوي الاستخفاف من قبل المسئولين.
ومن خلال سرده للاحداث يحدد فشل حكومة الولاية في الاتي :
ـ في توفير الحماية للمدينة
ـ في احتواء الموقف مبكراً
ـ في العطف علي الموطنين بصورة متوازنة
ـ فشلها المتوقع في توفير الدواء والعلاج اللازمين للمنكوبين
ـ بالاضافة لفشلها الاساسي في وضع خطة واضحة لحل مشكلة الفيضانات جزرياً..انتهي

ان الكوارث التي يمر بها الشرق الان يلقي باعباء ضخمة علي جبهة الشرق, وهي التي عرفت بدفاعها عن الجماهير, الا انها هذه المرة مشاركة في السلطة, وعليها من موقع المسئولية ان تدفع بخطوات عاجلة لمساعدة المنكوبين في كل المناطق والعمل لوضع حل جذري لهذه المشكلة. وان تعمل لتخفيف الكوارث الصحية المتوقعة باصلاح البيئة ورفع مستوي المشاركة الجماهيرية وتوفير الادوية اللازمة.
وفوق ذلك العمل علي معرفة الاسباب الحقيقية التي تؤدي الي هذه الكوارث المتكررة, والسعي للتحقيق في الاسباب التي تؤدي الي اطلاق الرصاص علي الابرياء.
الانقاذ لا يهمها فناء انسان الشرق, وعلي ابطال الشرق ان يثبتوا وجودهم في هذه اللحظة التاريخية. اننا قبلنا بالمشاركة في السلطة مع هذه الجماعة الشيطانية لا من اجل المنصب والراتب المغري ولكن فقط من اجل خدمة انسان الشرق, فلنضع ذلك امام اعيننا, ولنندفع اكثر واكثر للدفاع عن جماهيرنا ونقوي بها صلاتنا ويجب ان تشعر هي بوجودنا الان.
يجب ان نثبت وقوفنا مع الجماهير اليوم وليس غدا.

اننا قبلنا السلام لا لنشارك الانقاذ جرائمها وانما لوضع حد لها.

No comments:

DR. TAHA OSMAN BILEYA

DR. TAHA OSMAN BILEYA
BEJA HERO FOUNDER OF BEJA CONFERENCE 1958

Blog Archive