عندما تاهـــت تــفاصيل القضـــية البــــجاوية في اعـــلان المـــبادئ
ذهــلت الانــقاذ ورقــصت
ESPA AND BEJA DISAPPOINTMENT
د. أبومحـــــمد ابوآمـــــــنة
جاء اعلان المبادئ يتحدث عن الحقوق والحريات والديموقراطية والقسمة العادلة للموارد والمشاركة في السلطة. فهل انجزت الانقاذ بما وعدت ؟ انه من المضحك والمبكي والمقرف ان يتحدث النظام الانقاذي الاجرامي عن حقوق وحريات وديموقراطية وتقاسم للسلطة. هذا النظام الذي لم نشهد له غير الظلم والتشريد والبطش والتقتيل والابادة والتجويع.
الا انه في اول لقاء تمهيدي تم بين جبهة الشرق وسلطة الانقاذ تم التنازل عن المطالب التي تمسكت بها جماهير البجا منذ تكوين مؤتمر البجا عام 1958 وعن تلك الشروط التي وضعتها القيادة الداخلية للدخول في المفاوضات المباشرة ومنها محاكمة جزار بورتسودان, ورفع حالة الطوارئ، التمسك بالاقليم الواحد بحدوده المعروفة تاريخيا, وبضرورة حضور المجتمع الدولي ممثلا في الامم المتحدة ،دول الاتحاد الاروبي وخاصة انجلترا, والنرويج, وايطاليا والامم الافريقية وجامعة الدول العربية.
تلك المطالب وتلك الشروط لم يكترث المفاوضون لها.
سيكون لذلك عواقب وخيمة كما سنري فيما بعد.
عندما تاهت تفاصيل القضية في اعلان المبادئ ذهلت الانقاذ ورقصت. فقد وجدت فوق ما تتوقعه. كل شئ تقترحه ماشي, لا اعتراض عليه!
هي التي تستطيع ان تملي كل شيئ, اكتشفت ذلك في اول لقاء لها مع الطرف الاخر.
التفاوض صار هينا ولينا كالعجينة في يدها تفعل بها ما تشاء.
ولفرط اعجابها بالتيم المفاوض اصرت ان يكون نفس هذا التيم هو المفاوض في المباحثات المقبلة وأ صرت عليه. بل طلبت ان يستمر التفاوض دون انقطاع واكدت طي كل الملف في عدة ساعات طالما الامور تسير بهذه السهولة المدهشة!!
الانقاذ صارت هي التي تحدد من يفاوضها من جانب جبهة الشرق!! ويا للعجب ويا للنكسة!! والغريب في الامر انها استطاعت ان تفرض هذا اثناء بعض مراحل التفاوض.
وعندما يذهب خيرة مفاوضينا ترفض الجلوس معهم وتطلب بدلا عنهم جماعة من ذلك التيم الذي أذهلها وارقصها خلال مباحثات اعلان المبادئ.
الغريب في الامر ان يستجاب لاوامر الانقاذ, ويتم سحب خيرة المفاوضين ـ وربما الاعتذار لهذه الهفوة ـ ويدفع بدلا عنهم بالجماعة اياهم لطاولة المفاوضات تماما كما تشتهي الانقاذ.
هل كانت هناك سابقة مشابه في المفاوضات مع الحركة الشعبية او حركات دارفور المسلحة؟
عندما فاجئت تطورات الاحداث المتسارعة في اسمرا المثقفين البجا في مختلف الافطار دارت بيتهم اتصالات وابدوا تحفظاتهم. وعلي اثرها نشر كاتب هذه المقالة في مايو 2006 مقالا بعنوان:
جبهة الشرق واتفاقية المسائل الاجرائية
جاء فيه: لقد ذهل الكثيرون من الحادبين بتوقيع اتفاق المسائل الإجرائية بين سلطة الانقاذ وجبهة الشرق الذي تم دون علمهم ودون اخطارهم. وتوقيع اي اتفاق مع السلطة ـ اي كان هو في حد ذاته ـ شيئ كبير وخطير كان يجب ان تخطر به كل القيادات في مختلف المواقع والاقطار. مثل هذه الامور يجب ان تدرس وتحلل تحليلا سياسيا دقيقا من قبل القيادات قبل التسرع في اتخاذ الراي النهائي فيها.
الاتفاق المتعجل يسعي لشق الصف, وهذا بالضبط ما تنشده السلطة في الخرطوم.
الاتفاق به ادانة للعمل المسلح.. من مختلف الاقاليم..
الاتفاق ابعد فعالية مجلس الامن والدول الاوروبية والولايات المتحدة ومنظمة الدول الافريقية من لعب الدور النمشود منهم...
ويستبعد الشروط اللازمة التي وضعتها القيادات الداخلية في مؤتمرات سابقة, وهذه قرارات ملزمة للمفاوضيين ولا يمكن الالتفاف حولها, وعلي راسها تقديم مرتكبي مجزرة بورتسودان للمحاكمة, ورفع حالة الطوارئ...
نحن نطالب بحقوق مشروعة توفرها المواثيق الدولية وبنود اتفاقية السلام الشامل.. نريد حقوقنا كاملة رضت ام ابت الانقاذ...
يشتم من الاتفاق روح العجلة والضبابية...انتهي.
نعم عندما وجدت الانقاذ تلك السهولة والليونة والانصياع, اصرت علي الاستمرار في المباحثات وطي الملف نهائيا. قالت لهم استمروا معنا بضعة ايام وسينتهي الملف.
لكن بعض القياديين اصروا علي عقد مؤتمر لجبهة الشرق قبل المضي قدما في طي الملف.
هل تواصل الانقاذ انتصاراتها داخل المؤتمر؟
No comments:
Post a Comment