..................................................................................................
............................................................................................................
البـــجا والمـــواثيق الدولـــية
بمـــناسبة الــيوم العالــمي للســكان الاصــليين
Racism and Indigenous Peoples:
The United Nations Tackles the Problem of Discrimination against Indigenous Populations
The problems indigenous people face will be high on the agenda of the World Conference against Racism, Racial Discrimination, Xenophobia and Related Intolerance set to take place from 31 August to 7 September in Durban, South Africa.
"Racism has historically been a banner to justify the enterprises of expansion, conquest, colonization and domination and has walked hand in hand with intolerance, injustice and violence." Rigoberta Menchú Tum, Guatemalan Indigenous Leader and Nobel Peace Prize Laureate
د.ابومحــــمد ابوآمـــــنة
مر بالامس بهدوء اليوم العالمي للسكان الاصليين. برزت حقوق هذه المجموعة وصارت تجد اهتمام منظمة الأمم المتحدة وبعض المنظمات غير الحكومية خاصة مند الثمانيات من القرن الماضي, اذ صدرت كثير من القرارات والتوصيات لحماية حقوقهم, كما تم إنشاء فريق عامل تابع للامم المتحدة الغرض منه الاهتمام بقضايا السكان الأصليين عام 1982، وتم إنشاء محفل دائم بالجمعية العامة للأمم المتحدة يعنى بقضاياهم عام 2000 وتم إعلان العقد الدولي لحمايتهم عام 2004..
كما أعتمد الإعلان الذي أصدره «مجلس حقوق الإنسان» التابع للأمم المتحدة في حزيران عام 2006 والذي يؤكد حق السكان الأصليين في تقرير مسار حياتهم والحفاظ على هوياتهم الثقافية المميزة، وفي التحكم بشكل آمن بأراضيهم ومصادرهم الطبيعية التي تمثل عنصراً أساسياً في ثقافتهم وحياتهم مع حمايتهم من التمييز العنصري ومحاولات طردهم من بلدهم الأمن
وتسعي الامم المتحدة لإقرار وثيقة اخري بشأن حقوق السكان الاصليين
تدعو لاحترام ثقافاتهم ولغاتهم وتقاليدهم مما يساعد في التعامل السليم مع البيئة ويكفل التنمية المستدامة في المناطق التي يقيمون بها.. كما سينظم مؤتمر دولي خلال هذا الشهر في جنوب افريقيا لتصعيد الحملة ضد العنصرية ولحماية السكان الاصليين.
ان السودان قد وافق علي مواثيق الامم المتحدة وجعلها جزء من الدستور الانتقالي لسنة 2005م والتي تنص على ان جميع الإتفاقيات والعهود المعنية بحقوق الإنسان التي يصادق عليها تعتبر جزءاً من الدستور.
هذا من الناحية النظرية, لكن الممارسة شئ آخر.
الوثائق الدولية الخاصة بحقوق الاقليات تدعو الدول الي احترام ثقافات ولغات وتقاليد السكان الاصليين مما يساعد في التعامل السليم مع البيئة وكفالة التنمية المستدامة والتصرف بشكل آمن في اراضيهم ومصادرهم الطبيعية التي تمثل عنصراً أساسياً في ثقافتهم وحياتهم ...
اما من الناحية الفعلية فتمارس الانقاد حرب ابادة وتقتيل وترويع وتشريد وارهاب واغتصاب وتهميش ضد سكانها الاصليين, كما هو واضح في ممارساتها في الجنوب والغرب والشمال والشرق.
ففي شرق السودان جاءت باتفاقية دعتها اتفاقية سلام تقنن فيه نهبها وامتصاصها للموارد الطبيعية التي ينعم بها الاقليم من معادن نفسية وموارد للمواني ومن بترول وغاز طبيعي كما استطاعت ان تبعد مشاركتهم في موارد الطرق العابرة والبايلاين والاتصلات السلكية والجمارك. هذه الاتفاقية الشريرة تناقض روح الوثائق الخاصة بحقوق السكان الاصليين, البجا, بشكل سافر. ان الشرق يدفع للسلطة في الخرطوم 5000 مليون دينار سنويا بينما يترك المواطن فريسة للامراض الفتاكة, والمجاعات والجهل والتخلف ومهددا بالاندثار.
ان البجا يعتمدون علي الرعي, وبما ان ارضهم شبه صحراوية فانهم يحتاجون لمساحات واسعة. ولكن الطبقة الرأسمالية المسيطرة في اواسط البلد تسن من القوانين ما يتماشي مع مصلحتها الخاصة هي دون اعطاء اي اعتبار للسكان البجا. جاء المستعمر وسلبنا الاراضي, اما حكومات ما بعد الاستقلال فاستمرت في نفس المسار بل كربته اكثر. حتي مفوضية الارض التي شكلت نتيجة لنيفاشا لازالت الانقاد تعطل اعمالها.
وهاهي سياسة الانقاذ الاجرامية تسلب كل اراضي البجا في اقليم البحر الاحمر , ما عدا شريط ساحلي ضيق وتمنحها للمستثمرين الاجانب, سالبة البجا من مراعيهم ومزارعهم التقليدية التي يتعيشون منها مند الاف السنين.
الغريب في الامر ان كل هدا يتم دون استشارة السكان الاصليين ويفرض عليهم فرضا بقوة القوانين التي وضعوها هم والمستعمر.
ذلك كان استعمارا وهذا ايضا استعمار, فهذا لايختلف عن ذلك كثيرا.
نزعت الانقاذ اراضي القاش من السكان الاصليين ومنحتها لحليفها انذاك بن لادن.
الانقاذ لاتفكر حتي في التعويض المجزي لتلك الاراضي التي تنزع ولا للاضرار التي تلحق بالسكان الاصليين من المشاريع الاستثمارية. فقد انتشرت في كل من ارياب وهوشيري امراض لم تكن معروفة بالمنطقة من قبل كالسرطان والامراض الجلدية والتشوه الخلقي وامراض الجهاز التنفسي والاسهالات والعقم. يجئ كل هدا نتيجة لتلويث البيئة بالكيماويات والغازات البترولية, وانتشر الايدز علي كل مسار الطرق العابرة.
حقوق السكان الاصليين تص بصراحة وبوضوح علي التعامل السليم مع البيئة. المستثمرون الجشعون والانقاد لا يبالون بهذا طالما الامتصاص يستمر فهم يدوسون بالاقدام علي كل هدا.
لاتشهد المناطق المتضررة من المشاريع الاستثمارية اي تنمية. فكل الموارد تسيل باندفاع نحو الخرطوم, بينما مواثيق حقوق السكان الاصليين تنص علي اجراء تنمية في تلك المناطق. فالانقاذ لا يهمها السكان الاصليون, ما دام استنزافهم يتواصل.
السكان الاصليون بشرق السودان لهم لغتهم وثقافتهم الخاصة والميثاق الدولي ينص علي تنمية لغاتهم ورعاية ثقافتهم وعدم تعريضهم للتمييز العنصري. لكن السلطة الخرطومية في انتهاك صريح لهذه الحقوق تسعي لفرض لغتها وثقافتها علي البجا. لقد اهملت اللغة البجاوية, وهي واحدة من اقدم واعرق اللغات في العالم, وصارت مهددة بالنسيان.
المدارس علي كافة المستويات ووسائل الاعلام بمختلف صورها تسيطر عليها اللغة العربية سيطرة كاملة مع منح هامش من وقت لاخر للغة والثقافة البجاوية, فقط كديكور.
فوق هذا وذاك....
العقد الدولي الخاص بحماية السكان الاصليين يمنحهم حق تقرير المصير, ولهم الخيار في حكم كونفيدرالي او فيدرالي او حتي الانفصال, لكن مؤامرة اتفاق الشرق جاءت لتنتزع منا هذا الحق.
ان الانقاد تسعي بشكل محموم لتحجب من السكان الاصليين حقوقهم التي اقرتها المنظمات الدولية لحمايتهم.
القائد البجاوي احمد اودين يتساءل:
العالم اليوم بصدد معالجة قضايا السكان الاصليين فهل حكومة السودان خارج هذا العالم؟
اكد له ان الانقاذ تتوهم بانها تعيش في عالم آخر فقد دفنت رأسها منذ زمن في الرمال وعملت نائمة, وصارت تتوهم بانها ستواصل مص الدماء والاذلال والتهميش والتجويع والاستعلاء والاستغلال الي ما نهاية, ولكن حين ينهض ثوار البجا متوحدين للدفاع عن مطالبهم التاريخية ويكيلون الصفعات للطغاة الظالمين و يحققوا المستحيل ويرموا بهم الي مزبلة التاريخ وهم في وهمهم تائهون.
No comments:
Post a Comment