Tuesday, September 18, 2007

المــصير المــحتوم في الخــوض في المــكتوم

التــطرق لقــضايا الشــرق مــحظور

المــفاجئة الكــبري

د. ابوامــــــــــــــــــــــنة

سكتت شهرذاد عن الكلام المباح لفترة طويلة, لعلها تجمع الذكربات. عند الحاح السامعين, وبصوت رزين استرسلت:

هطلت في ذلك اليوم امطار غزيرة علي غير العادة علي عاصمة الاحباء, فازدادت جمالا علي جمال, خرج مناديب الشرق لتوهم من قاعة المحاضرات منهكين, خرمانين, متوترين, متوجسين. وبينما هم علي الارائك يسترخون, والجبنة يرشفون, والبنسون يسجرون, وفي كل امور الكون يتناقشون الا شئ واحد هو المحظور وهو التطرق لقضايا انسان الشرق وخاصة في بهو القصر الكبير, والويل لمن يتطاول. قالوا لهم هذه الزهور, وهذه الاشجار, هذه الوسائد التي انتم عليها تاكئون تنقل كل ما تقولون.

لا تتحدثوا في سيلسة الشرق هنا, سامعون؟

بينما هم في تلك الحالة, ويسرة ويمنة يلتفتون, ويتهامسون, ومن الازهار اليانعة يلاوزون, هوت في اذانهم رعدة وعم الدخان الاجواء وانفجرت ضحكة.

جئتكم بمفاجئة كبري, لقد رأيت وسمعت, قالها لهم الشيطان واردف: هل تسمعون؟

ردوا عليه بصوت واحد: اتركنا وشأننا, فنحن في الخوض في هذه الامور ممنوعون. هذه الزهور .. هذه الاشجار.. هذه الوسائد تراقبنا. . وانت تعرف المصير المحتوم في الخوض في المكتوم.

رد عليهم: هذه مفاجئة كبري, لا اريد ان احرمكم منها. في الفندق الكبير وفي وقت متأخر من الليل واغلب النزلاء يشخر, رأيت بعضا من جماعتكم في ركن مظلم يجلسون, ويتسامرون, ويضحكون, ويتوددون, أتدرون مع من؟

وجم المناديب, فهم يعلمون ان أعضاء وفد السطان في ذلك المكان يسكنون.

فالوا مرة اخري يصوت واحد: انت تريد زراعة الفتن.

قال: الفتن رجياكم قدام, لكن اعيروني سماعكم. . فاليوم عندي لكم المــفاجئة الكــبري,. لقد رأيتهم مع وفد السلطان يتسامرون, ويضحكون, ويتوددون, ويأكلون وحقائب الوفد مليئة .. تفوح منها رائحة البترول, لقد رأيتهم و هم لم يروني, وتحت الطاولة تم تسليم وتسلم.

عندما ظهر شفق الصباح, خرجوا من الفندق والجيوب صارت مليئة, وهنا سكتت شهرذاد عن الكلام المباح.

No comments:

DR. TAHA OSMAN BILEYA

DR. TAHA OSMAN BILEYA
BEJA HERO FOUNDER OF BEJA CONFERENCE 1958

Blog Archive