Friday, January 30, 2009


عـــسل مختــــوم
سرايا الأهرام !
محمد حامد الحُمْرِي
كُتب في: 2009-01-19

tabidist@yahoo.com


(1)
بإفتراض أنّ بعضكم لم يطلع على عدد الأمس من صحيفة الأهرام المصرية ، تلك الصحيفة الشهيرة العريقة الواسعة الإنتشار ، فقد يكون من المفيد بل الواجب إفساح مساحة عسل اليوم لإعادة نشر مقتطفات ومقاطع من مقالة الأستاذ أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام والتي عبَّر من خلالها عن إنفعالاته ووجهة نظره حول الحال العربي والتحرك العربي والموقف العربي الذي بات عارياً مكشوفاً أمام الجميع ! وربما كان مفيداً الرجوع للمقالة الكاملة وتأمُّلها أو - على الأقل - تأمُّل ما نعيد نشره منها اليوم وإعادة تحليله مع إستصحاب صفة الكاتب المُبجّل وخلفياته ومنطلقاته !
(2)
يبدأ الكاتب مقالته اوالتي إختار لها إسم "قمّة المجاريح" بقوله "مثلما توقعت مصر منذ البداية ، انكشف العدوان الإسرائيلي وأصبح المعتدي يدرك أن القوة الغاشمة لاتفيد وعليها أن تنفذ دعوة الرئيس حسني مبارك التي أطلقها من اليوم الأول وأكدها أمس وقف عدوانها علي غزة فورا ودون إبطاء ... لقد واصلت مصر دورها وفعاليتها من أجل إنقاذ الشعب الفلسطيني عبر موقفها الواضح وسياستها الحكيمة ومبادرتها القوية وطالب قائدها بإعادة الحياة إلي غزة وسكانها وحدد خطوطا حمراء لايمكن تجاوزها وشرحها للمجتمع الدولي وأمريكا وإسرائيل وأعاد الكاتب عرض البنود والخطوط التي يرتكز عليها الموقف المصري من مأساة غزة وتداعياتها .
(3)
ويواصل الأستاذ سرايا "علينا أن نتوقف أمام آخر المسرحيات الهزلية التي حاولت تجميل وجوه أصحابها في الدوحة يوم الجمعة الماضي 16 يناير حيث عقدت قمة عربية أو إسلامية قمة طارئة من أجل غزة أو قمة بمن حضر ..حيث حضرها خمسة من الرؤساء العرب وأمير الدولة المضيفة وحاكم عسكري لايزال يبحث لنفسه عن تكييف مشروع لوضعه البائ وهم لا يمثلون شيئا يُذكر لدي الشعوب العربية الملتاعة بما يجري للأشقاء في غزة لقد تغيرت عبارات تسمية ما جري في الدوحة ولكنهم أبقوا في كل المسميات علي لفظ القمة .. وقل في هذه القمة ما تشاء فسوف يصدق فيها كل قو فهي قمة التناقضا وهي قمة التآم وهي قمة الانقسا وهي قمة المجاريح الذين ذهبوا يبحثون عن دواء لجراح اقترفتها أيديهم فأصبحت تهدد بقاءهم" !
(4)
تحدث أستاذ سرايا بطريقة هازئة مستخفة عن الرؤساء الذين شاركوا في قمة الدوحة بدءاً بالرئيس بشار الأسد ثم الرئيس عمر البشير الذي قال عنه الكاتب أنه جاء وقد "أصبح مطلوبا في أكثر من مائة وثماني دول جراء إتهامه بإرتكاب جرائم إبادة في دارفور ثم دلف للرئيس الإيراني أحمدي نجاد فرئيس جمهورية جزر القمر فالرئيس الموريتاني فضلاً عن أكير دولة قطر ! ثم كتب "هذه الجراح هي التي دفعت ببعض قادة العرب وغير العرب إلي الدوحة لإلقاء المسئولية علي قمة الكويت في إيجاد مخرج لهم فهؤلاء المجاريح لن يكفوا بمساعيهم المرتبكة عن استثمار المتناقضات العربية واللعب علي الحبال وتقديم المصالح الصغيرة علي قضايا الأمة الكبري بما يوجد في النهاية واقعا شديد الارتباك يفضي إلي استهتار القوي الكبري بنا وبمطالبنا!
(5)
وقال الكاتب "إنعقد اجتماع الدوحة بمن حضر من المجاريح في وقت كانت فيه مصر قد اقتربت من إيجاد حل للكارثة الماثلة في غزة وانتهي هذا الاجتماع دون أن يقدم أي مستوي من الدعم للجهود المصرية لوضع نهاية لمأساة الفلسطينيين في غزة ! ثم اختتم مقالته بقوله "دعونا نتجاوز قمة المجاريح في الدوحة ونتطلع إلي أمل في إنجاز حقيقي تأتي به قمة الكويت في وقت تتواصل فيه المساعي المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي متجاهلين تماما الحفل الخطابي الذي أقيم في الإمارة الخليجية الصغيرة فما أكثر ما سمعنا وما أكثر ما سوف نسمع من شعارات وخطابات مادام بعض العرب قد رضوا أن يكونوا رأس جسر لقوي تتربص بأمتهم وماداموا قد رضوا أن يقدموا مصالحهم الصغيرة علي حساب مصالح أمة أكبر كثيرا مما يفكرون !
(6)
من المحرر : لا تعليق : فقد يفسد التعليق "روعة" المقال وطريقته "الأروع" في التحليل والتشخيص والتشريح للموقف العربي الكُلّي المُنتظر منه مناصرة غزة وأهلها والتلاحم معهم قبل التقدم بثبات نحو تحرير الأقصى الشريف !
(7)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أسامة سرايا يستقبل وفد صحيفة الأخبار السودانية

كتب ـ يسري عزباوي : استقبل الأستاذ أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام وفد صحيفة الأخبار السودانية برئاسة الأستاذ عبد الرحمن الأمين مدير التحرير حيث يجتاز الوفد المكون من 16 صحفيا دورة تدريبية يعقدها مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام في الفترة من 1 ـ 12 يوليو القضايا السياسية الراهنة وأساليب مواجهة الأزمات الإعلامية . وقد أكد الأستاذ أسامة سرايا دور مؤسسة الأهرام في التعاون مع جميع الصحفيين العرب لدعم قضايا وشئون مهنة الصحافة . وأعرب عن اهتمامه بالتحولات التي تشهدها الصحافة العربية وطبيعة التحديات التي تواجهها في عصر الانفجار المعرفي والمعلوماتي . وفيما يتعلق بالتطورات السودانية أعرب رئيس التحرير عن أمله في الحفاظ علي وحدة الشعب السوداني بناء علي قدرته علي ادارة التنوع الثري بين ثقافاته وأعراقه , وأكد دعم مصر للسودان في جميع قضاياه ودعم مؤسسة الأهرام لكل الصحفيين وأصحاب الأقلام في السودان .

اــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصادق الرزيقي

الأهرام.. قاموس يُبعث من رمسه
عادت بعض الصحف العربية في ما تسمى بدول الاعتدال، إلى عاداتها القديمة السيئة، وبدأت تكرع من ماء

التنابذ الآسن والشحناء من جديد، بعد أن ظن الناس، أن زمناً بائساً من حقب التراشقات قد مضى، وظلل سحابة من التعقل والموضوعية وتغليب لغة التحاور واحترام الآراء المتقابلة والمتباينة كل سماء وفضاء العلاقات العربية العربية، وقد انتهت كما كنا نظن، لغة الشتائم البالية، والاغترار السياسي والغوص في وحل التنازع الذي لم يزد هذه الأمة إلا جراحًا على جراح.
ومنذ اتساع الأمدية أو المدايات لوسائط الإعلام وسهولة الحصول على المعلومات، والواقع المكشوف على كل شيء، لم يعد هناك ما يخفى ولم تعد الحقيقة محبوسة داخل المكاتب والغرف المغلقة وأدراج المناضد والأضابير وأصبحت المواقف السياسية للدول والمجموعات والأفراد بكل تفاصيلها، متاحة للمتلقي الذي هو وحده صاحب الحق في التقييم والتقدير، ونُزعت القداسة المتوهَّمة من الأنظمة والحكام الذين لا يتدثرون الآن، إلا بغلالة شفيفة جداً، لا تحجب عنهم أعين الرأي العام مهما صغر الحاكم أو علا شأن المتلقي.
في هذا السياق، فإن صحيفة الأهرام المصرية، بدأت هذه الأيام، تغترف من القاموس القديم الذي تركه الناس وراء ظهورهم، رغم احترام الناس الكبير لها ولتاريخها الطويل الذي تجاوز أكثر من قرن ونيف، وأعادت الصحيفة للأذهان المعارك التي كانت تُخاض في غير معترك، فطفق رئيس تحريرها (أسامة سرايا) في توجيه إساءات بالغة لا تليق بالصحيفة، لرؤساء الدول التي حضرت مؤتمر قمة (غزة) الذي عُقد بالدوحة، وتجاوز في مقاله ليوم الأحد، كل حدود اللياقة، والأدب والاحترام في نقده للقمة وللرؤساء الذين حضروها، وهي سقطة لصحيفة كبيرة وعملاقة، ومن عيب هذا الزمن أن يعتلي هامة الصحف العملاقة أقزام صغار ليسوا بحجمها ولا تاريخها ولا أثرها.
المهم هنا أن (أسامة سرايا) الذي يظن أنه يعبِّر عن السياسة وموقف الدولة المصرية، فإن هذا
معيب ومسيء لمصر وحكومتها، لأنه في ما كتب جنح للتهاتُر الرخيص جداً والعبارات الساذجة ولغة الحواري والإفلاس المهين، خاصةً عند التطاول على رئيس السودان بهذه الكيفية التي لا يرضاها أحد، دع عنك ما قاله في حق رؤساء دول آخرين.
إن الخلاف في المواقف بين الدول العربية حول العدوان على غزة، لم تكن منطلقاته ذات طبيعة خاصة أو تكريس لانقسام أو عداء لطرف آخر غير العدو الحقيقي، فقد كان الخلاف حول قضايا أساسية وجوهرية، لها صلة مباشرة بما يدبَّر لهذه الأمة من مؤامرات وما يحاك ضدها من فتن وما يُشنُّ عليها من حروب.
وقد تختلف التقديرات لدى الحكومات والأنظمة. لكن الجماهير بوعيها وإدراكها الفطري أذكى من أن تُخدع أو تُمرَّر عليها الدسائس والمؤامرات، ولذلك فإن أي قول يصدر هذه الأيام عن صحافة الاعتدال، هو هذيان لا معنى له، وخطوات تتقدم للخلف، وهزيمة نفسية وإعلامية وسياسية، لأن مثل هذه الأقلام راهنت على الجواد الخاسر، وحوَّلت معركة الأمة من وجهتها الحقيقية، لتكون حرباً داخلية ورمياً للسهام على الهدف الخطأ.
مثل هذه الكتابات، ستضيع وسط الضجيج وتتلاشى في أتون العاصفة الكاسحة، لأن الجماهير التي تقرأ وتشاهد وتسمع، لن تخدعها الأصوات المبحوحة والأقلام التي غُمست في حبر التزلُّف، فما من أحد يحتاج لمن يقول له أين الموقف الصحيح.. وما من أحد يرضى بعد الآن بالوصاية، وكأنّ نبع المعلومات والحقائق مصدره مِحبرة سرايا الباهتة.
يمكننا أن نقبل أي نقد موضوعي، يدعم تصحيح الأوضاع العربية، ويُنهي حالة الخلاف، ويصوِّب هذا وذاك ويمكن أن نقبل أي كتابات تسهم في التئام الجُرح الغائر الذي خلَّفه العدوان على غزة في الوجدان العربي، لكن لا يمكن أن نقبل أبداً التهكُّم والتطاول على رئيس الجمهورية ورمز السودانيين كلهم، والشماتة علينا بالمحكمة الجنائية الدولية!!! فأي شماتة؟ وأي تهكم؟ فمثل هذه الأقلام بارت تجارتُها كما بارت السياسة..!


No comments:

DR. TAHA OSMAN BILEYA

DR. TAHA OSMAN BILEYA
BEJA HERO FOUNDER OF BEJA CONFERENCE 1958