Saturday, August 28, 2010


تدمــير وتجــويع  بالشــرق
وتكالب علي اموال المانحين بالكويت

د. ابومحــمد ابوامنــة
يواصل مستشار الرئيس السوداني السيد مصطفى عثمان تصريحاته عن ضرورة تنمية شرق السودان مع التركيز على التنمية البشرية ووعد ان تكون هذه على رأس أجندة مؤتمر الدول المانحة المزمع عقده في الكويت نهاية هذا العام والذي تشارك فيه عدة جهات منها برنامج الامم المتحدة للتنمية وبنك التنمية الاسلامي وصندوق التنمية العربي وعدة دول:ـ
UNDP Eastern Sudan programme
Islamic Development Bank
MF/MO Donors' Conference for East Sudan
Kuwait Economic Development Fund
 Arab Socio-Economic Development Fund


الواقع وكما هو معروف للجميع فان شرق السودان من اكثر المناطق المتخلفة في السودان,  فنسبة الفقر ونسبة ضعف الدم ووفيات الاطفال دون الخامسة وكذلك وفاة الوالدات ونسبة الامية هي الاعلي ليس فقط في السودان, ولكن في العالم اجمع, حسب احصائيات قامت بها اليونسيف وهيئة الصحة العالمية واليونسكو ومنظمات غير حكومية متعددة.
 
انتشرت في الاونة الاخيرة الامراض المعدية مثل السل والملاريا ومرض نقص المناعة والتايفويد والحميات النزيفية بشكل رهيب. زد علي ذلك حالة عدم الاستقرار التي لازمت القبائل الحدودية نتيجة للمواجهات بين جيوش المعارضة وقوات الحكومة في السنين الماضية مما اجبرها للنزوح والعيش علي اطراف المدن في حالة مزرية بعد فقدانهم لحيواناتهم ولمزارعهم ولمدارسهم.
 حتي الدراسات الحكومية كالتي اجرتها وزارة الشؤون الاجتماعية عام 1998م تؤكد ان التنمية في الشرق هي الادني في مستوى الدخل الفردي وتؤكد ارتفاع معدل الفقر بشكل عام, بينما تؤكد تقارير المركز القومي للمعلومات الصحية  م2003
 
ارتفاع معدلات وفيات الرضع ووفيات الأمومة وانخفاض معدلات استخدام مياه الشرب الآمنة والتخلص من الفضلات.ـ
كل هذا تستدعي ان يلتفت ضمير العالم للحالة المزرية التي يعيشها انسان الشرق ويعمل علي حلها. لقد ابدت دول متعددة رغبتها الاكيدة واستعدادها  للمشاركة بمزيد من الجهود في تنمية الشرق. ليس علي المرء الا ان يشكر هذه الدول والهيئات الدولية. ولكن لاهل الشرق كثيرا من التساؤلات عن جدوي هذه المساهمات وانسان الشرق مبعد عن المشاركة. ان الذين يستنجدون المساعدة باسم جياع الشرق الآن هم من ناس دولة الانقاذ التي اشتهرت بالفساد وبلع الاموال والتي دمرت الشرق وبنياته التحتية في السنين الاخيرة.
لقد انشأوا بالامس صندوق  قالوا هدفه التنمية واعمار الشرق, وقالوا انهم خصصوا له 600 مليون دولار بالتمام والكمال. وعندما مرت السنة تلو السنة تسآل انسان الشرق عن مصير التنمية و الاعمار.
علي الدول المانحة قبل ان تدفق الاموال ان تسأل اين مشاركة انسان الشرق في التحضيرات وفي دراسات الجدوي وفي الادارة. اي مشروعات لا يشارك فيها ابناء المنطقة الاكفاء ذو المؤهلات العالية لن تجدي. فهم اصحاب الوجعة الحقيقية وهم الدارين بشعابها. أسالوا رجال الانقاذ لماذا يستبعدون الكفاءات البجاوية وبل ظلوا يحاربونها ويبعدونها.
علي المانحين ان يسألوا عن مصير ال600 مليون دولار التي خصصت للانماء واعادة التعمير, صرفوها علي انفسهم واخفوها وبلعوعها, اجروا منها مكاتب في فيلات تخصهم بمبالغ باهظة في الخرطوم وعينوا رتلا من الاقرباء واشتروا من العربات فارهها واجروا من الفنادق افخمها ونظموا لانفسهم ورش العمل ودراسات الجدوي وبدل السفريات وهاك.. هاك يا بلع.
علي المانحين ان يتحققوا الي اين ذهبت اموال البناء والتعمير, حتي لا يكون مصير مساهماتهم كمصير ال600 مليون دولار. فالجماعة جشعون وماهرون في البلع.

علي الجهات المانحة ان تعلم ان الشرق المهدرة حقوقه هو في الواقع من اغني المناطق في السودان. فهو الذي يملأ خزينة الدولة بالعملة الصعبة عبر الدهور. الشرق غني بموارده الطبيعية, فيه الذهب الذي يصدر بواقع خمسة الي 12 طن سنويا منذ  اربعة عشر عاما, حسب تقارير شركة ارياب الرسمية, وهي الجهة التي تحتكر مواقع الذهب في مناطق واسعة في شرق السودان.
ان مناجم الذهب في الشرق ضخت مبالغ ضخمة لسلطة الخرطوم, كما هو معروف, تفوق المليارات من الدولار. ماذا كان نصيب اصحاب الحق؟ هم لم يجدوا غير الاهمال والضياع والاستعلاء ومص الدماء.
الي جانب الذهب توجد كميات ضخمة من الحديد والمانجنيز والجبص وملح الطعام والرمال السوداء
كما اكتشف حديثا البترول والغاز الطبيعي حسب تقارير وزارة المناجم والتعدين.
الي جاتب ذلك يضخ الميناء سنويا للمركز المليارات من الدولارات ايضا .

علي الجهات المانحة ان تسأل سلطة الخرطوم عن مصير موارد الشرق الضخمة وان تسال لماذا يتركون انسان فريسة للجهل وللامراض وللمجاعات ولسوء التغذية وللموت البطء.
لو تركت الانقاذ للشرق امواله لما احتاج لاموال مانحين.

ان السلطة الانقادية تواصل مص دماء ابناء الشرق دون ان تقدم لهم الخدمات اللازمة, بل حتي حق العمل غير مكفول لهم. المناصب المريحة في الاقليم الشرقي في المكاتب الحكومية والشركات والهيئات والمصانع تحتلها الطبقة الراسمالية الانقاذية, وابناء الشرق لايجدوا غير الاجحاف عندما يمدون يدهم بحثا عن العمل.

بالامس رفضت هيئة المواصفات في مدينة بورتسودان تعيين خريجين بجا في صفوفها بعد ان اجتازوا كل خطوات التعيين, وذلك لانها نوت احضار موظفين من اواسط  البلاد ممن يحملون التوصيات. انها العنصرية الكريهة التي تمارسها الدولة تجاه الاقليات.
مثل هذا الاجراء يولد كثيرا من المرارة بين ابناء الشرق.
علي الدول المانحة ان تأخذ كل الاحتياطات اللازمة حتي لا يستولي الفاسدون علي الاموال, عليها ان تستفيد من خبرة البنك الدولي في التعامل مع مثل هذه الافواه المفترسة, عليها اشراك ذوي الكفاءات من ابناء المنطقة في الادارة وفي اعداد دراسات الجدوي وفي مراقبة التنفيذ, يجب ان تراقب صرف المليم بالمليم.
عليها الا تستكين للقوم الفاسدين وتبعد ابناء الشرق عن المشاركة, فالسلطة الانقاذية هي التي تتولي تدمير وتجويع الشرق.

Wednesday, August 4, 2010

------------------------------------------------------------------------


نعي العمدة ادريس محمد حسن وسوك

انا لله و انا اليه راجعون
لقد مواصلا ومتصلا بكل اهله في شرق السودان
لقد كان الاستثناء في منظمومة الادارة الاهلية بشرق السودان
كان دائما مهموما بقضايا المنطقة ,مستنيرا و مخلصا ووفيا
نعزي اسرته المكلومة وعشيرته وكل الاوفياء من اصدقائه انا لله و انا اليه راجعون
نسال اله الكريم ان يتقبله قبولا حسنا ويدخله فسيح جناته ويلهم اهله الصبر وحسن العزاء
د. احمد اوشيك

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,



                             مـؤتمر البجـا
ينعي العمدة ادريس محمد حسن وسوك

في خبر محزن صُعقت قبائل الشرق برحيل احد ركائزها وابرز قادتها بوفاة العمدة ادريس محمد حسن وسوك عميد قبيلة بيت معلا. لقد كان الفقيد رجلا غيورا على الوطن يحب ترابه وقبائله  و كان رجل سلام وتآخي بين مختلف مكونات الشرق وكان المرحوم من اوائل المنحازين للنضال الارتري من اجل الحرية والديموقراطية  وشغل مناصب قيادية لحركات التحرير الارترية- بمحافظة طوكر واخلص واوفي لها حتي تحقق النصر الاكيد.
يرفع مؤتمر البجا خالص آيات العزاء والمواساة لكل قبائل الشرق ولاصدقاء ولزملاء الفقيد من قدامي المحاربين وللأهل في بيت معلا..تغمده الله بواسع رحمته وألهم آله وذوية الصبر الجميل.إنا لله وإنا إلية راجعون.ولا حولة ولا قوة إلآ بالله العلي العظيم...

المكتب القيادي
د.ابومحمد ابوامنة

-----------------------------------------------------------------------------

              نعي العمدة ادريس محمد حسن وسوك 

ان لله وان اليه راجعون ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.

حقاً ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وان لفراقك يا ياادريس لمحزونون
انه لخبر مُحزن ومفأجيء حيث كنا بالامس القريب نقراء في صفحات الانترنيت تصريحات العمدة ادريس محمد حسن وسوك حول احداث ضحايا فيضانات جنوب طوكر ودعوته لتدخل الامم المتحدة والمنظمات الانسانية لاغاثة المتضررين, فأذا بنا اليوم نستيقظ علي صوت الناعي وهو يصيح برحيل العمدة مودعاً وداعه الابدي لهذه الديار الفانية..!! فيالها من صيحة حزينة لا يستشعر ألمها ووقعها المضنيء الا من عرف وعاشر العمدة والقيادي الراحل/ ادريس محمد حسن وسوك عن قرب..
فقد كان رجل اداري ثوري غيور علي اهله اينما ما كانوا, فقد كان يحمل هموم الاهل دون ان تحده الحدود الجغرافية الضيقة والمصطنعة, حيث كان احد الذين ناصروا وأزروا بشدة وحماس قضية النضال الارتري من اجل نيل الحرية والكرامة, وانا اذكر تماماً عندما كان المرحوم يشغل ممثل لمكتب جبهة التحرير الارترية- المجلس الثوري بمحافظة طوكر في وقت عصيب جداً من تاريخ النضال الارتري ففي ذلك الوقت كانت تملك الجبهة الشعبية مركز القوة بالمنطقة وكانت تمارس الارهاب والابتزاز عن طريق عمليات الاختطاف الاجرامي والاغتيالات والتصفيات الجسدية لقيادات التنظيمات الاخري, فلم يخيف ذلك الاسلوب الهمجي الراحل ادريس وسوك, ولم توقفه تلك الموجات البربرية من مواصلة طريقه المحفوف بالمخاطر, بل ظل يناصر بصورة بطولية رائعة مبادئه التي كان يؤمن بها
وبعد ذلك شغل المرحوم منصب العمدة لقبيلة البيت معلا العريقة في ظروف امنية صعبة خلفاً لاخيه الذي غادر ارض الوطن الي ارتريا حاملاً السلاح في وجه الحكومة ضمن فصائل وتنظيمات التجمع الوطني الديمقراطي.. فحمل الراحل في تلك الظروف الغامضة القبيلة الي بر الامان وتحمل مسؤليته الاجتماعية بصورة رائعة, واخذ الامانة في عاتقه وحافظ علي وحدة النسيج الاجتماعي لاهله
وعمل ايضاً المرحوم في منصب الامين العام لاتحاد مزارعي دلتا طوكر, وقد كان دوماً يسعي في خدمة اهله ويطالب بتحسين اوضاعهم المعيشية العامة
ويغادرنا اليوم المرحوم والبني عامر تعيش ظروف حرجة وهي بحاجة الي امثاله من القيادات الواعية والغيورة علي اهلها ولكن لا نملك ازاء قضاء الله وقدره الا ان نقول ما يرضى الله.. فأن لله وان اليه لراجعون.. ونسأل الله ان يتغمد المرحوم برحمته الواسع ويسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا ونسأله تعالي ان يجزئه عن اهله خير الجزاء ويعفوا عنه ويغفر له ويبدله داراً خيراً من داره واهلا خيراً من اهله... ونسأله سبحانه وتعالي ان يجير البني عامر في مصيبتها ويبدلها خيراً منه انه ولي ذلك والقادر عليه.. اللهم امين


Friday, July 9, 2010


 منكم السيف ومنا دمنا
محمد عثمان ابراهيم
_______________________________
كان حسين خليفة في العاشرة من عمره . ذكياً، شجاعاً ، لماحاً، وسريع الحركة والإنفعال. يبدو أكبر من سنه بكثير . في الفصل كان يؤدي واجباته الدراسية دون تأجيل، وفي فترة الظهيرة  يرتق حذاءه البلاستيكي بالنار أو يحيك بعض  ثيابه بإبرة أطول من أصابعه الغضة، أو يطبخ طعامه، أو يرتل مع صحبه سوراً طوال من القرآن الكريم حفظها إبان دراسته في خلاوي الشيخ علي بيتاي(رضي الله عنه). في العصر يلعب كرة القدم أو كما يسمونها (توكور) وفي المساء إما أن يلتئم بأصدقائه ليغنوا أغاني أركة صابر بكلماتها البليغة وإيقاعات موسيقاها الحماسية الجامحة وإما ذهب إلى حيث يقيم أحد الأساتذة مجلساً للأنس والإرشاد..
 في يوم 10 ابريل 1999، كان حسين يتحدث بصوته الذي هو اشبه بالصراخ عن كل شيء. ما انفك الصبية يتسامرون في غرفة أحد الأساتذة فيما المعسكر كله يحتفل بالذكرى الخامسة لإعادة تأسيس مؤتمر البجا. حمل حسين خليفة بندقية كانت موضوعة بالقرب منه وشرع يشرح لأنداده –بحذق- كيف تعمل آلة الموت. وضع الماسورة تحت فكه مباشرة ثم وضع أصبعه على الزناد وقال: بعد أن يتم فك التأمين يتم الضغط هكذا... ثم انفجرت الجمجمة الصغيرة إلى أشلاء بطلقة واحدة كانت موضوعة على المساق المنفرد. هدوء تام!
جمعنا الجسد الغض في بطانية كبيرة.  ولعدة أيام كنا في كل مرة نجد قطعة من بقايا اللحم ملتصقة هنا أو هناك حتى هدمنا الغرفة وبنيناها من جديد.
مساء اليوم التالي كنت مع وفد النعاة الذي ذهب إلى قرية قدماييب لإبلاغ الأهل بالنبأ الحزين. قرية قدماييب إسم يطلق مجازاً على مكان قفر به بئر للسقيا ومنازل متباعدة من القش وغرفة واحدة فقط مبنية بالآجر.
أخذنا معنا في السيارة أبناء عمومة حسين وألبسناهم ملابس جديدة أنيقة (أحدهم كان طفلاً فارساً وخدوماً إسمه علي) ثم حملنا معنا بعض المواد الغذائية من سكر ودقيق وزيت لست أذكر. حين وصلنا للقرية نزل منها علي وأبناء عمه وسارعوا بالعدو نحو البيوت القريبة. من داخل البيوت خرج أطفال آخرون عراة الصدور في استقبال هؤلاء، ومن داخل المنازل إنطلقت زغاريد نشوانة في استقبال الأطفال الذين صاروا يأتون إلى بيوتهم بالسيارات! الآن اشعر بحموضة ماسخة وصخرة ضخمة في الحلق. من بين الأطفال كان هناك صبي ذي صوت مشابه لصوت حسين خليفة وهو يصرخ في فرح شديد "هسين كييا؟" أين حسين.. أين حسين.. أين حسين؟
بعد قليل تحولت زغاريد الإستقبال النشوانة إلى بكاء بصوت عال، وليس أقسى على القلب من بكاء الهدندوة. بكاء الهدندوة يجري على إيقاعات قصيرة، مكررة، متسارعة  تنزع من الشجر السكينة! للمهتمين أكثر، وعلى سبيل الإستطراد، فإن الهدندوة يبدأون البكاء على نغم  أحد الحرفين الموسيقيين (فا / لا) على عكس بقية خلق الله الذين غالباً ما يبدأون بالحرف (مي).
***
بعد ذلك بسنوات كان جمع  من الغرباء يحمل كل فرد منه قائمة مكتوبة بالمطالب وقائمة في الذهن غير مكتوبة بالطموحات، لكن الغالبية لم تكن قد سمعت بحسين خليفة، ولم تتشرف بالمرور على أرض قدماييب الطاهرة. الحق إن حسين خليفة ودمه كانا خارج السؤال. في كل قرية من قرى شرق السودان قصة مشابهة : في همشكوريب قضى رجلان نحبهما في الطريق إلى ساحة صلاة العيد، وفي تلكوك إثنان وفي تهلباي وكدبوت عشرات، وفي تقدرا عائلة كاملة بضربة واحدة (كان لديها طفل إسمه حمادة فقد بسبب موته رجل راشد عقله)  وفي عقيق وقرورة وغيرها. الحديث هنا عن المدنيين فقط !
لم يكن أي من الغرباء، الذين كانوا يتبادلون المعارف عن أربطة العنق وكلفة التسكين في الوظائف المقبلة، يعرف كيف يمكن أن يعبر هؤلاء الفقراء احزانهم وكيف يتحقق في أرضهم  الرفاه.
***
ما المناسبة الآن لهذا الحديث؟ يتلقى كاتب هذه المقالة رسائل عدداً من أبناء شرق السودان يطلبون منه الكتابة عن شئونهم. من السعودية يكتب إلي واحد: إنك إبننا الوحيد في صحافة الخرطوم فكن صوتاً لنا وممثلاً لقضايانا، وأرد عليه بانه لم يتم انتخابي من قبلكم وإنني الآن كاتب فقط. من الخرطوم يكتب إلى واحد –محرضاً- أنني لا أعدو على كوني واحد من الذين ظلت المركز يستقطبهم ليصبحوا تروساً في الآلة المضادة لأهاليهم، وأنفي التهمة عن نفسي واقول إن الصحيفة لم تكن لتهتم بأمر إلى أي المناطق في السودان أنتمي، وإن اسمي- الذي لا يعلق بالذاكرة - حرمني من التباهي باسمكم. بعد شهور من إقامتي بالصفحة السادسة في خميس (الرأي العام)  أتحدث إلى رئيس تحرير هذه الصحيفة، الأستاذ كمال حسن بخيت،  فيبلغني إنه عرف مؤخراً فقط أنني من هناك. روابط  وجمعيات ضعيفة  ومتناحرة ومنتشرة هنا وهناك وكتاب على منابر الإنترنت وأصدقاء قدامى وآخرون بأسماء مستعارة يحرضونني على أن أكون أكون كاتباً بجاويا وأنا أرفض! لماذا؟
لا أحب حساء الجماجم وهذا أمر جوهري! ثم إنك حين تقرر أن تكون كاتباً ينبغي أن تكون كاتباً فقط. إلتزام الكاتب هو أن يكتب بطريقة جيدة، هكذا تحدث غابرييل غارسيا ماركيز. ثم لماذا الكاتب وحده؟ حين تقرر أن تكون لاعب كرة قدم  فلا أحد يطلب منك أن تكون ممثلاً للبجا في المنتخب القومي، هذا أولاً وهناك أسباب أخرى.
***
ما أيسر الدفاع عن الفقراء! تحتاج فقط إلى حنجرة وبعض المفردات وطاقم من أعضاء شبكة صغيرة من الرفاق ثم ترفع صوتك عالياً لتساعد حكومة الخرطوم على التقاطك أي إسكاتك. لقد تم تسكين كل المناضلين البجا في وظائف حكومية إعاشية على الدوام. هذا لم يبدأ في عهد هذه الحكومة وإن تفشى لكنه ظل دأب المركز مع الشرق الطيّع اللدن. في عهد الرئيس نميري بدأت الحكاية حتى كادت مايو أن تخلق وزارة للإرصاد الجوي لتكون نصيباً لأهل الشرق،  وفي عهد الأحزاب استشرت الفكرة حتى جاء عهد الإنقاذ فصار الجرح أعمق من أن يداوى. هو فتق اتسع على الرتق فلننتظر يوم القيامة.
منذ خمس سنوات يشارك فريق كبير من أبناء البجا ضمن حكومة الإنقاذ في المركز والأقاليم، عظيم جداً. وهناك صندوق إسمه صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان يعمل فيه البعض وهو يوفر وظائف جيدة للبعض من خسروا المراهنة على المقاعدة الوزارية. لن نمضي كثيراً هنا لكن أي قراءة لأي تقرير من تقارير هذا الصندوق تكشف إن لا أحد يعرف شيئاً عن التنمية. التنمية لا تقاس بإحصائيات من هذا النوع " أقام الصندوق 31 مشروعاً في قطاع المياه، بقطاع التعليم وعشرة بقطاع الصحة في ولاية البحر الاحمر ...63 مشروعاً في قطاع التعليم ، 21 في الصحة، 5 مشاريع فى كل من قطاع الكهرباء وقطاع المياه ، ومشروعين لترقية القطيع الولائي ومشروع واحد فى كل من قطاع الطرق وترقية الإقتصاد بولاية القضارف...أما بولاية كسلا فقد تم تنفيذ 42 مشروعاً في قطاع المياه، 63 في قطاع التعليم ، 17 في الصحة ، 5 مشروعات في كل من قطاع تزكية المجتمع وترقية الإقتصاد" أو من نوع "خصص مبلغ 43 مليون دولار من القرض الصيني التفضيلي لحكومة السودان لتنفيذ 12 مشروعاً نوعياً بالتساوي بين الولايات الثلاث" هذا كشف حساب وقائمة منصرفات وإحصائية لا قيمة لها، البتة، في غياب السبر إلى الجوهر وقراءة المردود.
***
يشارك في الحكومة الحالية  عدد من أبناء شرق السودان وفيما عدا موقع المهندس ابراهيم محمود حامد ، وزير الداخلية ومنسوب الحزب الحاكم، فإن الآخرين لا يرجى منهم بكل أسف لأسباب بعضها متعلق بهم (هم انفسهم ومن سيخلفونهم من بعدهم) وبقدراتهم الخاصة ومساحات الحركة المتاحة لهم،  وبعضها متعلق بذهنية الخرطوم وطريقة التعامل مع شرق السودان. الخرطوم تتعامل مع شرق السودان بمنطق الإسكات وقد اثبتت هذه السياسة فعاليتها. يرفع شخص ما صوته دفاعاً عن أهله في موضوع معين، فيتم تجاهل الموضوع الذي أثاره لكن يتم تسكينه في وظيفة مؤقتة ! ولأن أهل الشرق فقراء وبؤساء وجهلة ومن طينة لدنة فإن الصوت العالي يخفت و الموضوع الأساسي يضيع. ليست هناك أمثلة فكل النماذج أمثلة.
***
الأستاذ عبدالحفيظ مريود هو أحد أفضل كتاب الأعمدة الصحفية في السودان، وهذه ليست قراءة نقدية لأعمدته أوإعلان  للإتفاق معه  بقدر ما هي تحية له. لغته رفيعة محكمة في الغالب وأفكاره ذات عمق خاص وفرادة. هو يعرف رأيي هذا وقد أبلغته به في رسالة خاصة. يوم 1/7/2010، كتب الأستاذ مريود منبهاً إلى الظلم الواقع على دارفور فطالب بالنظر ( الى أروقة وزارة الخارجية، أو كشوفات بعثاتها ليحدد كم من أبناء دارفور الأكفاء  يتدرجون في سلالمها صعداً الى درجة سفير. أو إن شاء ليتفحص كشوفات وزارة الدفاع ، الداخلين الى الكلية الحربية، الشرطة، الأمن والمخابرات، البنوك، الشركات والمؤسسات القومية، هذا قبل أن ينظر في المرعى والكلأ ومسارات الرحل). اللهم زد أهل دارفور ووسع لهم مقامات السلطان بما كسبت (أياديهم القوية) وأصواتهم العالية، لكني أقول إن هذا لا يجدي بكل أسف لأن الخرطوم ستأتي بمنسوبيها في دارفور مثلما ستأتي بمنسوبيها من شرق السودان وجنوبه. لن يصعب على الحكومة المركزية أن تأتي بساسة يرعون مصالحها بالخصم على مصالح أهلهم في الأقاليم وقد جربت هذا من قبل  ونجحت فيه .  خسر البجا نصيبهم المستحق ضمن فكرة المحاصصة العرقية والجهوية فما كسبوا شيئاً. حصل بعضهم على وظائف وهمية وقد أبلغتني مجموعة من الشباب أنهم قد تم  تسكينهم في وظيفة ضباط شرطة متقاعدين (دون رواتب تقاعدية) وأنهم منحوا منح بطاقات تفيد بذلك. قلت لهم يا لبؤس من تحدثوا باسمكم لقد اشتروا الترام ثم باعوكم إياه. لا حول ولا قوة إلا بالله : تخيل إن الحكومة عرضت على خليل ابراهيم منصب نائب رئيس جمهورية سابق، وعلى جيشه رتب ضباط شرطة بالمعاش، ترى كيف سيكون رده؟
ليست هناك مقارنة لكن من يريد المقارنة فليقرأ الجملة التالية:
قدم الحزب الحاكم أو الحكومة (لا فرق) مبلغ ستين مليون دولار أمريكي للزعيم الراحل د. جون قرنق بغرض تيسير عودة قادته ومنسوبي حركته إلى السودان بعد توقيع اتفاق السلام. في سياق آخر قدم الحزب الحاكم مبلغ ثلاثين ألف دولار فقط لزعيمين كبيرين  من زعماء مؤتمر البجا أخذاها صاغرين. السعر مبني على نوع الحساء وعلى طريقة التقديم أيضاً!
***
قبل أكثر من 15 عاماً جاءني بمكتبي في جمعية الهلال الأحمر السوداني وزير سابق كان ملء السمع والبصر، وهو يحمل تصديقاً بمكرمة من مواد الإغاثة المخصصة لضحايا المجاعة والفقراء. بعد سنوات من الوزارة كان فقيراً يرفد خبز أهله بدقيق الإغاثة. من شرفة تلك الوظيفة رأيت  مسئولين سابقين كثر كنت أتحسر على حالهم. في مكان مختلف وردتني قصة وزير آخر كان يطلب أن يتم الإتصال به دائماً في المساء فقط ، ثم علمت أنه كان يقتسم الهاتف النقال الوحيد مع إبنه، هو بالليل والإبن في النهار. ربما كان أولئك من النزاهة بحيث خرجوا من مكاتب السلطة فقراء دون أموال أو ربما أنفقوها ثم كانت عليهم حسرة ثم غلبوا، إذا صح اقتباسنا عن الآية (36) من سورة الأنفال.
على ممثلي البجا الحاليين في السلطة أن يتأملوا بإمعان في سيرة من سبقهم. وزير ملء السمع والبصر لسنوات ثم فقير مستحق للصدقة، هنا تبرز الحاجة للإجابة عن السؤال: ماذا قدمت لأهلك؟ رحم الله الدكتور أوهاج محمد موسى وزير الصحة في عهد الديمقراطية الثالثة، لقد كان يمتلك عشرات الأجوبة على مثل هذا السؤال.
***
الحل الأمثل الآن بالنسبة للبجا هو أن يلغوا هوية منطقتهم  التي تعيقهم عن الحصول على نصيب عادل في السلطة وإدارة الدولة وأن ينتسبوا لهوية أخرى يقوم أبناؤها بخدمتهم بعد أن تعثر قيام أبنائهم بخدمتهم. هذه فكرة أراها اليوم تطبق في الخرطوم. أنشأ البعض جماعة باسم ملتقى أبناء الشرق برئاسة المهندس السعيد عثمان محجوب (شايقي من أبناء نوري). صحيح إن المهندس السعيد نشأ بكسلا، وصحيح إن لعائلته حضور في مشهد شرق السودان،  لكن أما وجد أبناء الشرق واحداً ليس لديه خيار انتماء آخر ليترأس ملتقاهم هذا بالأصالة؟
هذا الملتقى هو آلية غير سياسية لتحقيق أهداف سياسية.
وهذا قد يقود إلى سؤال هو : إذن أين هي الآليات السياسية؟  والإجابة هي إن جبهة الشرق انقسمت على خطوط عرقية إلى: مؤتمر بجا لقبائل البداوييت، وحزب الشرق الديمقراطي لقبائل البني عامر والحباب، وحزب الأسود الحرة لقبائل الرشايدة العربية. انشطرت هذه الفصائل بشكل أكثر وأصغر فصارت لنا أحزاب قبلية باسماء حضرية. هكذا تحولت الأحزاب السياسية من كونها أطر حديثة أوسع من القبيلة إلى أطر أصغر من القبائل نفسها، وبدأت  تسهم بشكل خطير في انشطار القبائل التي خلق الباريء الناس عليها ليتعارفوا إن أكرمهم عند الله أتقاهم. في هذا العهد صار للبداوييت مؤتمر بجا لبعض قبائل الأمرأر بزعامة شيبة ضرار ومؤتمري بجا آخرين بزعامة موسى محمد أحمد وعبدالله كنة، وصار للبني العامر والحباب حزبين هما حزب الشرق الديمقراطي وحزب التواصل (تحت التأسيس). هناك حزب الرحمان (غير مسجل) وهناك أحزاب سرية تحن إلى ماض لن يعود وهناك أحزاب أخرى كثيرة خرجت من بطون ما ذكرنا لكنها فقط لا تستحق الذكر.
لقد أضر تسييس القبيلة بالأطر الإجتماعية القائمة ولكنه أضر أيضاً بالسياسة وبمصالح الخلق ممن لا يملكون القدرة أو لعلهم لا يرغبون في إنشاء أحزاب سياسية. ما يثير الإهتمام هو إن كل شظايا الأحزاب الشرق –سودانية، والتي تعيش حالة من الإحتراب البيني، هي على وئام كامل مع الحكومة ومع حزب المؤتمر الوطني بالتحديد وكان أحرى بقادتها أن يدخلوا زرافات ووحداناً إلى حزب المؤتمر الوطني علناً من بابه لكنهم لا يرغبون في ذلك والسبب واضح. هم لا يرغبون في التنافس داخل صفوف المؤتمر الوطني الكبير حيث المائدة الضخمة والأصابع القوية، وإنما يرغبون في أكل ما تبقى من فتات جمجمة حسين خليفة، التى انفجرت بطلقة واحدة كانت موضوعة على المساق المنفرد. هل تذكرون بداية المقال؟ استغفر الله العظيم.
* العنوان مقطع من قصيدة الراحل محمود درويش: عابرون في كلام عابر.
( عن الرأي العام 8/7/2010)

Tuesday, July 6, 2010



مـؤتمر البجـا يدق ناقـوس الخـطر.. ويدعـو لتـكوين جـبهة عـريضة


يتابع المكتب القيادي لمؤتمر البجا بكثير من القلق مظاهر تصاعد الازمة السياسية والمناقشات التي تدور حول مصير الوطن والمؤشرات التي قد تؤدي لتدميره. يري مؤتمر البجا الاتي:ـ

* لجعل الوحدة جاذبة لابد من انهاء قبضة الحزب الواحد والقومية الواحدة علي مقاليد الحكم  وانهاء فرض السيطرة الحزبية الاحادية التامة علي كافة انشطة الدولة السيادية, التشريعية, التنفيذية, والدبلوماسية ووضع حد لكل مظاهر الاستعلاء العنصري والديني.ـ

*اشراك الجنوبيين وابناء الهامش في السلطة في كل مستوياتها من وظائف قاعدية منها وقيادية ـ يشمل ذلك الوزارات السيادية ووكلاء الوزارات, والهيئات والدواوين الحكومية وكافة مناشط الخدمة المدنية والقوات النظامية ـ

* تعيين رئيس للوزراء له سلطة حقيقية من ابناء الجنوب المشهود لهم بالكفاءة للفترة الانتقالية والي ما بعد ذلك في حالة خيار الوحدة ـ

* موارد البترول والمعادن الاخري هي ملك للاقليم المنتج فيجب ان يترك له حق التصرف فيها مع تحديد نسب مشاركة المركزفيها بالتراضي.

* تركيز التنمية في المناطق الاكثر تخلفا ومحاربة المجاعات والامراض.
  
* تدل كافة المؤشرات ان الانفصال سيؤدي الي حالة فوضي وعدم استقرار ودمار ليس فقط في السودان وانما في كل الاقطار المجاورة.ـ

*  سلطة الانقاذ هي اكبرعائق للوحدة, وممارساتها ستؤدي بلا شك الي تفكيك ودمار البلد.

* لتحقيق الوحدة والاستقرار والديموقراطية لابد من ازالة حكم الانقاذ الدكتاتوري.

* هنا ندق ناقوس الخطر بان بقاء الانقاذ معناه الانفصال والاحتراب والدمار.

* ولذلك نضم صوتنا لكل الذين يدعون لقيام جبهة عريضة تضم كل المواطنين المخلصين من اجل وطن ديموقراطي موحد تتساوي فيه كل القوميات وتتآخي وتحترم فيه كل المعتقدات والثقافات والتراث.ـ

* إن مؤتمر البجا يدعو كل ابناء شعبنا في الشمال والجنوب وكل النقابات وكل منظمات المجتمع المدني من اتحادات للطلاب والصحفيين والقانونيين ورجال الدين وزعماء العشائر وكل الناشطين في الساحة السياسية وكل القياديين في الداخل والخارج وكل الحركات المسلحة ليعملوا معا لتاسيس الجبهة العريضة لتفادي الدمار الذي يطل علي الوطن.

* الانفصال وراؤكم والعدو امامكم.ـ

* يدعو مؤتمر البجا بالاخص الحركة الشعبية لتلعب دورها وتتمسك دون هوادة بشعارها التاريخي لبناء السودان الجديد الموحد الذي نادي به الشهيد جون قرنق المبني على أساس الديمقراطية التعددية، والتداول السلمي للسلطة.

* يناشد المكتب القيادي لمؤتمر البجا الحركة الشعبية لتبادر وتدعو لمؤتمر جامع يضم كل قيلدات القوي الوطنية الحديثة الفاعلة في الداخل والخارج للتفاكر حول قضايا الوطن المصيرية وايجاد الحل لها. ـ

فالي الامام حتي النصر..

المـكتب القـيادي لمـؤتمر البجـا

د. ابومحــمد ابوآمــنة

Sunday, June 27, 2010


طباعة

Top of Form
الأحد, 27 يونيو 2010 06:48
بورتسودان: عبدالقادر باكاش
تصاعدت أزمة مياه مدينة بورتسودان أمس حيث وصل سعر جوز المياه ألفي جنيه ببعض الأحياء وثلاثة جنيهات في أحياء أخرى، وطالب موطنو مدينة بورتسودان الحكومة الاتحادية بالتدخل العاجل لإنقاذ المدينة التي تعتمد بنسبة كبيرة على مياه نبع جوفي بأربعات وآبار شحيحة ومحطات تحلية متوقف منها جزء كبير
 نتيجة لعدم توفر الإسبيرات.
معاناة سنوية
وقال مديرعام هيئة مياه ولاية البحرالأحمر المهندس عثمان محجوب إن مدينة بورتسودان تعيش هذه المعاناة سنوياً وهي ليست وليدة هذه اللحظة أو هذا العام.
 
وعزا أسباب تصاعد الأزمة مع بواكير فصل الصيف هذا العام إلى قلة الأمطار وطول دورة الجفاف بالولاية.
 
وكشف عن جهود تبذلها إدارته في توظيف المتوفر من المياه بتوزيعها بعدالة، مشيراً إلى أن العمل جاري في تركيب الخط الناقل للمياه بين سد دانفوديو وخزان الموانئ بأربعات بطول 40كيلو وبقطر 20بوصة لضمان وصول المياه من السد للخط الرئيسي دون أن تتعرض للتبخر والتسرب، وقال إن تركيب الأنبوب سيقي المواسير من نبات أعشاب الحلفا التي تغطي المنطقة الواقعة بين السد والخزان.
بلاغات جنائية
وقال محجوب إن الهيئة تبذل جهوداً خرافية لزيادة منسوب المياه ببورتسودان، ونبه مواطني الولاية إلى أن مصادر المياه تعتمد بصورة كبيرة على مياه الأمطار والخيران والسيول بالإضافة إلى إنتاج محطات التحلية وقال إنها لاتكفي المدينة التي تزيد حاجتها لمياه الشرب في فصل الصيف بمستوى متضاعف يصل لـ 100 ألف متر مكعب.
 
واستنكر مدير عام هيئة مياه المدن تصرفات بعض المواطنين والذين يستولون على مياه الشرب من الخطوط الرئيسية أو من الخطوط الفرعية الكبيرة عن طريق السرقة وهدد بفتح بلاغات جنائية ضد الذين يتلاعبون في الخطوط الناقلة للمياه.
حلول واقعية
وفي استطلاع واسع أجرته (السوداني) أمس مع عدد من المواطنين قالوا إن قضية أزمة مياه الشرب التي تتجدد سنوياً في فصل الصيف تحتاج من الحكومتين الولائية والاتحادية لحلول واقعية وعملية فالسلطات تعلم تماماً أن مخزون المياه في أربعات يقل ويتضاءل في هذا الوقت من كل عام مما كان يستوجب من السلطات المحلية تجهيز وإعداد وسائل وتحوطات وحلول إسعافية مثل حفر آبار إرتوازية وجوفية إضافية في أربعات أو في غيرها من أرجاء المدينة واستجلاب محطات تحلية ذات كفاءة وإنتاجية عالية وقال السقا محمد إدريس محمد صالح الذي يعمل في الأحياء الشرقية ببورتسودان إننا نعاني في الحصول على المياه من الأحواض لندرتها ونقطع مسافات طويلة في الحصول عليها ونشتريها بأسعار عالية ثم نتجول بين الأحياء بحثاً عن من يشتريها فيرفض المواطنون الشراء منا بالسعر المعقول لذا لا نستطيع في أغلب الأحيان تغطية منصرفاتنا المعيشية وتكاليف (علف) الحمار وتوفير قيمة شراء المياه من الأحواض ويعاني السقايون الذين يعملون بكاروهات مؤجرة أكثر منا لأنهم يدفعون أجرة لصاحب الكارو أضف إلى كل ذلك أن الحكومة هي الأخرى تحاربنا وتضيق الخناق علينا وتفرض علينا رسوم تعجيزية حيث تتحصل منا محلية بورتسودان رسوم ترخيص عالية وقال صالح إنهم محرومون من دخول السوق المركزي ببورتسودان بموجب قرار محلي نص على عدم دخول العربات التي تجرها الحمير لقلب السوق بحجة أنها تشوه مظهر المدينة وطالب صالح الحكومة وضع حد لمعاناتهم مع البحث عن المياه وأبدى تخوفه من اتجاه ديوان الزكاة بالولاية لاستجلاب دراجات نارية مزودة ببراميل بلاستيكية وحديدة صغيرة سعة نصف طن سيتم طرحها في الأسواق قريباً بديلاً عن عربات الكارو التي تجرها الدواب وقال إذا صدقت هذه الرواية سيتسبب هذا المشروع في قطع أرزاق الأسر التي تعتمد في كسبها وقوتها على دخل عربات الكارو.
رصد ومراقبة
وقال محمد أدروب طاهر صاحب حوض لبيع المياه بحي ديم العرب إنهم يشترون المياه من التناكر التي تستجلب هي الأخرى من خزانات أربعات ونقوم ببيعها لأصحاب الكارو وللمواطنين بالحي.
 
وطالب أدروب حكومة الولاية بتشكيل لجان رصد ومراقبة للموقف المائي والإشراف علي توزيع المياه في الخطوط ومراقبة أصحاب الخزانات والأحواض في المنازل وضبط مياه التناكر وتوزيعها بعدالة وقال أدروب إن 70% من المدينة يشتري مواطنوها المياه من السقايين ومن الأحواض ذلك لأن الشبكة لم تغط جزءاً كبيراً من مدينة بورتسودان.

Thursday, June 10, 2010

The Republic of South Sudan
Dear all,
Greetings from Juba,
As the clock to Referendum Countdown is clicking at the highest speed, the youth of South Sudan with collaboration with Countdown to Referendum 2011 have officially launchedYouth for Separation Campaign today in Juba and was attended by thousands of people who started marching in a long procession from Juba Football Stadium with separation songs to the Mausoleum of Late Dr. John Garang.



Saturday, June 5, 2010



مـؤتمر البجــا يرحــب بمـؤتمر المـانحين لتنمـية الشـرق

 جاء في الانباء ان مؤتمر المانحين لاعمار وتنمية شرق السودان سيعقد في الكويت في نوفمبر المقبل وقدرت لذلك ميزانية في حدود ثلاثة مليار دولار, بالرغم من ان تقديراتنا المبدئية تفوق هذا المبلغ الا اننا في مؤتمر البجا ترحب بالمجهودات التي يبذلها الاخوة في الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والبنك الاسلامي للتنمية بجدة وبرنامج الامم المتحدة الانمائي والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي.
لقد سبق ان وعدت حكومة السودان بتخصيص 600 مليون دولار لتنمية واعمار الشرق بعد التوقيع علي اتفاقية السلام عام 2006. رغم ضآلة المبلغ الا ان الشرق لم يشهد اي تنمية او اي ايجابيات من قبل اللجنة التي عينتها الحكومة لذلك الغرض والتي اكتنف الغموض كل نشاطاتها.

حتي لا تتكرر نفس الاخطاء وحتي يصرف المبلغ للغرض الذي حدد له ينادي مؤتمر البجا قبل كل شيئ بضرورة توفر الشفافية التامة وان تشرف وتراقب الدول والهيئات المانحة تنفيذ المشاريع بدقة متناهية, وينادي المؤتمر بضرورة اشراك الكفاءات العلمية من اهل الشرق - اصحاب الوجعة الحقيقية- في كل المراحل من مؤتمرات وتخطيط ودراسات الجدوي والتنفيذ والمتابعة. يري مؤتمر البجا ان يكون انسان الشرق الجائع المغلوب علي امره هو محور التنمية حتي يتم وضع حد للحياة المأساوية التي يعيشها.
يناشد مؤتمر البجا كل ذوي الخبرات والكفاءات من ابناء البجا وكل الخيرين من ابناء الوطن تقديم دراسات الجدوي والاقتراحات البناءة للجنة مؤتمر الدول المانحة الذي سيعقد في نوفمبر القادم بالكويت وان يكونوا لصيقين بها حتي يتحقق الهدف النيل لانماء الشرق. عليهم منذ الآن تشكيل اللجان ودراسة احتياجات المواطنين في الريف حتي تبني الدراسات علي اسس واقعية وعلمية.
مؤتمر البجا كله امل ان يشهد مواطنو الشرق تنمية حقيقية في كل المجالات حتي يستطيع اللحاق بركب الحضارة في بقية اتحاء القطر.

الاستاذة زينب كباشي عيسي
رئيس مؤتمر البجا بالمملكة المتحدة



DR. TAHA OSMAN BILEYA

DR. TAHA OSMAN BILEYA
BEJA HERO FOUNDER OF BEJA CONFERENCE 1958